10 - 05 - 2025

مؤشرات| إعلام ... وإعلام في "كلاسيكوالعرب"

مؤشرات| إعلام ... وإعلام في

قدمت قناة أبوظبي الرياضية على مدى أكثر من أسبوع وقبل تنظيم مباراة "كأس السوبر" بين الأهلي والزمالك" يوم الخميس 20 فبراير، خدمة ترويجية مجانية، فيما وقفت قنواتنا موقف المتفرج وفي انتظار "جودو" الذي لن يأتي طبعا.

ما شاهدناه على مدى أسبوع ، ليس مجرد تقديم لمباراة كرة قدم، فقط، بل رسالة مهمة عن مصر بتراثها وشوارعها وحواريها وناسها، فقد أطلقت فضائية أبوظبي الرياضية قناة خاصة باسم "كلاسيكوالعرب"، في 15 فبراير واستمرت حتى ما بعد المباراة، لخدمة مصر تحت مظلة "مباراة السوبر".

القناة بوضوح كشفت عورات الإعلام في مصر، وعجزه عن تقديم شئ مميز، سواء كان إعلامًا فضائيًا حكوميًا أو خاصًا، القناة رفعت درجة الإستعداد القصوى من أول يوم، وأعلنت حالة الطوارئ، لتقدم لمصر خدمة مميزة، من خلال ثلاثة برامج متميزة، شملت "كلاسيكو العرب"،والتفاعلي "فاينزون"، ومن القاهرة جاء "القاهرة أبوظبي"،بإدارة الصديق المحترف الإعلامي يعقوب السعدى.

القضية هنا، هي الفكرة والإدارة، والتفاعل وطبعا الإمكانيات، فقد نام الإعلام على أرض مصر في العسل، واقتصر على ضيوف الإستديوهات، وحديث " اللوك لوك" وفقط، وكأننا نحاور أنفسنا، وبدلا من الإستماع للأفكار خارج الصندوق، مثل ضم بث مشترك بين قنواتنا وقناة "كلاسيكوالعرب"، والذي اقترحه الناقد الرياضي والصديق عصام سالم، ظل هذا الإعلام يتحدث في منطقة أخرى، لا يتابعه أحد.

وأنا على يقين أنه لو تم تنظيم استبيان حقيقي وشفاف، سنجد أن المتابعين لقناة أبوظبي الرياضية، تفوقوا على مجمل قنواتنا الرياضية وغيرها، لتسحب البساط من تحت أقدام إعلام عفى عليه الزمن، ويدعي أنه الرائد، أو يريد حتى أن يعود للريادة، فما جرى في أسبوع كشف المستور عن هؤلاء من يديرون إعلام "بوحة".

قدمت القناة رؤية إعلامية، من رصد تاريخ مصر الرياضي، بخلاف تغطية المباراة بتفاصيل دقيقة، وسرد ممتع في برامج وحوارات وتقارير عمل عليها محترفون، وبإدارة إعلامية تمتلك هدفا، وإعلام له وظيفة.

تحولت البرامج إلى موجة تثقيف، بل قل جامعة للتعليم والوصول إلى المشاهد، من تفاصيل بأبعاد  راعت كل ما هو تاريخي وفني، لا يخاطب المشاهد المصري فقط، بل كل مهتم عربي بالكرة ومصر، من خلال تقديم رؤية تاريخية وفنية لم تتوقف على المباراة فقط بل امتدت لما بعدها.

القضية ليست في حقوق النقل، بل في وضع خطة بأهداف محددة وبرنامج تنفيذي، متضمنا محتوى يخاطب ويجذب المشاهد، ويقدم له قيمة مضافة، وشيئا مختلفا، دون أن تنحاز لفريق ضد آخر، بل انحازت لمصر وجمهورها، وشعبها، وفي الذهن العام المشاهد العربي بكل أعماره وطبقاته وفئاته.

وبحسبة اقتصادية بسيطة، فقد قدمت القناة لمصر حملة ترويج وتسويق مجانية شاهدها مئات الملايين في أنحاء العالم، من خلال التعريف بكل معالم مصر السياحية، ونقاط تميزها، لتقدم شيئا غير مسبوق، لو تم إسناده لقناة عالمية لبلغت تكاليفه عشرات ملايين الدولارات.

ولا شك أن هذا النجاح الذي لا تكذبه العين المحايدة لقناة أبوظبي تحت قناة "كلاسيكوالعرب"، يستحق أن يتم دراسته إذا كنا جادين في تطوير إعلامنا المرئي، عام أو خاص، فكلاهما له عوراته، التي كشفتها احترافية رجال "رياضية أبوظبي"، الذي من بينهم أبناء من مصر.

و المطلوب أيضا هو أن نقدم الشكر رسميا لجهد خاص جدا، بل المطلوب أن نرى هذا الشكر من مستويات الدولة الأعلى، لإعلام يريد أن يعطي دون أن ينتظر من أحد ثمن أو حتى هذا الشكر الذي أقترحه... 

شكرًا لكم أبناء زايد الإمارات والعرب.
----------------------------
بقلم: محمود الحضري

مقالات اخرى للكاتب

مؤشرات | ثقوب مميتة من حادث غاز الواحات والبنزين المغشوش